فصل طلبة من جامعة العلوم الاسلامية: التعليم العالي تتنصل، وذبحتونا ترفض تبريرات الوزارة
خاص – مازالت قضية فصل جامعة العلوم الإسلامية (3) طلبة شاركوا في أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة تتدحرج، إذ لم تثمر كلّ المساعي والجهود المبذولة عن إلغاء القرار كما كان مؤمّلا، ورفضت الجامعة قبول الاستدعاء الذي تقدّم به الطلبة، الأمر الذي دفع الطلبة للتفكير بالتوجه نحو المحكمة الإدارية.
وقالت مصادر طلابية إن فريقا من المحامين يعدّ الوثائق والشواهد اللازمة قبيل التوجه للمحكمة، منتقدين في ذات السياق موقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي “السلبي” من قرار الجامعة، لافتين إلى أن الوزارة تنصّلت من مسؤولياتها تجاههم.
جذور القضية
وتعود جذور المشكلة إلى نشاط الطلبة في اقامة فعاليات تضامنا مع الأهل في قطاع غزة، حيث تعاملت الجامعة مع بعض تلك الفعاليات بالفضّ أو المنع، لتذهب أخيرا باتجاه فصل طلبة بحجة تشويههم صورة الجامعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي فعالية أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، قالت المصادر الطلابية إن نحو (20) طالبا تفاجأوا خلال تأديتهم صلاة الغائب بهجوم موظفين عليهم بشكل غير مبرر، وقيامهم بسحب هاتف أحد الطلبة.
ولفتت المصادر إلى أن الجامعة قامت بتشكيل لجنة تحقيق للطلبة بخصوص منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي أدانت واستهجنت ممارسات الجامعة بحقّ الطلبة ونشاطاتهم.
وأشارت المصادر إلى أن الجامعة لم تُراعِ أحوال الطلبة الذين جرى فصلهم، إذ أن أحدهم لم يكن متبقيا على تخرّجه غير أداء الامتحانات النهائية، والآخر متوقع تخرّجه على الفصل الدراسي الثاني الحالي.
التعليم العالي تنفي مسؤوليتها
واكتفى الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مهند الخطيب، في حديثه لـ الاردن24 بالقول إن الجامعات بموجب القانون مستقلة ماليا واداريا ولديها أنظمة لمنح درجة البكالوريوس والعقوبات، ولا علاقة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقراراتها.
ذبحتونا ترفض تبريرات التعليم العالي
ورفض منسّق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”، الدكتور فاخر دعاس، ادعاء الوزارة بعدم امتلاكها أدوات لرفع أي ظلم أو اعتداء قد يقع على حقوق الطلبة.
وقال دعاس لـ الاردن24 إن قانوني التعليم العالي والجامعات منحا مجلس التعليم العالي صلاحيات تمكّنه من اجبار الجامعات على تعديل أنظمة العقوبات لتتناغم مع الموقف الحكومي الرسمي المعلن الذي يتحدث عن تشجيع الشباب على العمل الحزبي.
وأشار دعاس إلى أن الجامعات جنحت باتجاه فرض عقوبات قاسية على طلبتها في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظلّ حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال على قطاع غزة، مؤكدا أن “هناك قساوة في العقوبات لا تتناسب مع حجم المخالفة، إذا ما اعتبرنا أن هناك مخالفة أصلا”.
وأضاف دعاس أن بعض الجامعات تتذرّع بفرض العقوبات بآراء الطلبة التي يقومون ببثّها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبما يتناقض مع الحديث الرسمي عن تفعيل دول الشباب في العمل الحزبي والسياسي، ويتناقض أيضا مع غايات نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي.
وطالب دعاس الحكومة بتوجيه الجامعات لإعادة النظر بمسألة ضبط العقوبات المتخذة بحقّ الطلبة وخاصة ما يتعلق منها بمنشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة النظر بأنظمة العقوبات في الجامعات وبما يعزز الحريات، مؤكدا في ذات السياق أن الحكومة تملك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك.
الجامعة لا تُجيب..
الاردن24 حاولت التواصل مع الجامعة مرارا، فاتصلت بمكتب رئيس الجامعة الدكتور جعفر الفناطسة والذي اعتذر عن ايصالنا أو ايصال استفساراتنا إلى رئيس الجامعة طالبا التواصل مع مدير العلاقات العامة، إلا أن الأخير لم يُجب على أسئلتنا وأحالنا إلى عميد شؤون الطلبة، فيما لم تنجح جميع محاولاتنا بالاتصال مع عميد شؤون الطلبة الدكتور محمد السعود.